و في قوله « و جعلنا من بين أيديهم سدا الآية » استعارة تمثيلية ثانية فقد شبههم بمن أحاط بهم سدان هائلان فغطيا أبصارهم بحيث لا يبصرون قدامهم وورائهم في أنهم محبوسون في وهدة الجهالة ممنوعون من النظر في الآيات والدلائل أو كأنهم وقد حرموا نعمة التفكير في القرون الخالية والأمم الماضية والتأمل في المغاب الآتية والعواقب المستقبلة قد أحيطوا بسد من أمامهم وسد من ورائهم فهم في ظلمة داكنة لا تختلج العين من جانبها بقبس ولا تتوسم بصيصا من أمل.
٣- القلب :
و في قوله « إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا » القلب وهو من فنون كلام العرب إذ حقيقته جعلنا أعناقهم في الأغلال، وقال ثعلب : في قوله تعالى :« ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه » ان المعنى اسلكوا فيه سلسلة أي ادخلوا في عنقه سلسلة.
٤- التنكير :
و في تنكير أغلالا مبالغة في تعظيمها وتهويل أمرها.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ١٧٩
[سورة يس (٣٦) : الآيات ١٠ الى ١٢]
وَ سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٠) إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (١١) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (١٢)
الإعراب :