آ- الأولى في متعلق بسم اللّه أن يكون فعلا مضارعا لأنه الأصل في العمل والتمسّك بالأصل أولى ولأنه يفيد التجدّد الاستمراري وإنما حذف لكثرة دوران المتعلق به على الألسنة وإذا كان المتعلق به اسما فإنه يفيد الديمومة والثبوت كأنما الابتداء باسم اللّه حتم دائم في كل ما نمارسه من عمل ونردده من قول.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ١٠
ب- الإيجاز بإضافة العام إلى الخاص ويسمى إيجاز قصر.
ح- إذا جعلنا الباء للاستعانة فيكون في الكلام استعارة مكنية تبعية لتشبيهها بارتباط يصل بين المستعين والمستعان به وإذا جعلنا الباء للالصاق فيكون في الكلام مجاز علاقته المحلية نحو مررت بزيد أي يمكان يقرب منه لا يزيد نفسه.
الفوائد :
في البسملة فوائد لا يجوز الجهل بها ومنها :
آ- اعلم أن البسملة آية من سورة الحمد وآية من أوائل كل سورة عند الشافعي وليست آية في كل ذلك عند مالك وعند أبي حنيفة وأحمد بن حنبل هي آية من أول الفاتحة وليست آية في غير ذلك، والاحتجاج لذلك مبسوط في كتب الفقه والتفسير فارجع إليها.
ب- لم يوصف بالرحمن في العربية بالألف واللام إلا اللّه تعالى، وقد نعتت العرب مسيلمة الكذاب به مضافا فقالوا : رحمان اليمامة.
قال شاعر منهم يمدح مسيلمة :
سموت بالمجد يا ابن الأكرمين أبا وأنت غيث الورى لا زلت رحمانا
ح- تكتب بسم اللّه بغير ألف في البسملة خاصة استغناء عنها بباء الاستعانة بخلاف قوله تعالى :« اقرأ باسم ربك الذي خلق ».
د- تحذف الألف من الرحمن لدخول الألف واللام عليها.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ١١
ه- يقال لمن قال : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ : مبسمل وهو ضرب من النحت اللغوي وقد ورد ذلك في شعر لعمر بن أبي ربيعة :
لقد بسملت ليلى غداة لقيتها فيا حبذا ذاك الحبيب المبسمل