٣- التشبيه البليغ في قوله « فإذا هم خامدون » شببهم بالنار الخامدة التي صارت رمادا على حد قول لبيد :
و ما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحور رمادا إذ هو ساطع
أي ليس حال المرء وحياته وبهجته ثم موته وفناؤه بعد ذلك إلا مثل حال شهاب النار وضوئه يصير رمادا بعد إضاءته. وبعد هذا البيت :
و ما المال والأهلون إلا ودائع ولا بدّ يوما أن ترد الودائع
شبه مال الشخص وأقاربه بالودائع تشبيها بليغا بجامع أنه لا بد من أخذ كل منها.
٤- في قوله :« قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون » وإنما ختم بقوله « و هم مهتدون » مع تمام الكلام بدونه لزيادة الحث على الاتباع ففيه إطناب.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ١٩٢
الفوائد :
بحث هام عن إذن :
تحدثنا في هذا الكتاب عن إذن ونضيف الى ما تقدم ما قاله الرضي ففيه جلاء لموقعها من الآية، قال :« إنها اسم وأصلها إذ، حذفت الجملة المضاف إليها وعوض عنها التنوين وفتح ليكون في صورة ظرف منصوب وقصد جعله صالحا لجميع الأزمنة بعد ما كان مختصا بالماضي وضمن معنى الشرط غالبا وإنما قلنا غالبا لأنه لا معنى للشرط في نحو « قال فعلتها إذن وأنا من الضالين » ثم قال الرضي : وإذا كان بمعنى الشرط في الماضي جاز اجراؤه مجرى لو في قرن جوابه باللام نحو « إذن لأذقناك » أي لو ركنت شيئا قليلا لأذقناك، وإذا كان بمعنى الشرط في المستقبل جاز قرن جوابه بالفاء كقول النابغة :
ما إن أتيت بشي ء أنت تكرهه إذن فلا رفعت سوطي الي يدي


الصفحة التالية
Icon