أعطونا مما زعمتم من أموالكم إنها للّه يعنون قوله :« و جعلوا للّه مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا » فحرموهم وقالوا : لو شاء اللّه لأطعمكم استهزاء منهم بالمؤمنين أي فلا نطعمكم حتى ترجعوا إلى ديننا. ونطعم فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره نحن ومن مفعول به ولو شرطية ويشاء اللّه فعل مضارع وفاعل وجملة أطعمه لا محل لها وجملة لو يشاء اللّه أطعمه لا محل لها لأنها صلة من.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٢١٠
(إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) إما أن يكون تتمة كلام المشركين وإما أن يكون من قول أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم لهم وإما أن يكون من قول اللّه تعالى لهم، وروى القرطبي أن أبا بكر الصديق رضي اللّه عنه كان يطعم مساكين المسلمين فلقيه أبو جهل فقال : يا أبا بكر أتزعم أن اللّه قادر على إطعام هؤلاء؟ قال : نعم، قال : فما باله لم يطعمهم؟ قال : ابتلى قوما بالفقر وقوما بالغنى وأمر الفقراء بالصبر وأمر الأغنياء بالإعطاء، فقال أبو جهل : واللّه يا أبا بكر إن أنت إلا في ضلال أتزعم أن اللّه قادر على إطعام هؤلاء وهو لا يطعمهم ثم تطعمهم أنت فنزلت الآية. (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) كلام مستأنف لبيان ضرب آخر من تعسفهم وركوبهم متن الضلالة ويقولون فعل مضارع وفاعل ومتى اسم استفهام في محل نصب على الظرفية والظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم وهذا مبتدأ مؤخر والوعد بدل من اسم الإشارة وإن شرطية وكنتم صادقين كان واسمها وخبرها وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه أي فمتى هذا الوعد؟


الصفحة التالية
Icon