ذات تلحف وهو تكسر جوانبها مما أكلها من الماء فما يستعمله العامة منها محرف ولم يرد في اللغة بهذا المعنى إلا على مجاز بعيد وتسميتهم أخيرا المدحلة بالمعنى الشائع فيه تسامح ولكننا نتسامح به أيضا.
و دحمه دحما دفعه دفعا شديدا فاستعمال العامة لها بهذا المعنى لا غبار عليه. ودحمس الليل أظلم أو ألقى بظلامه على كل شي ء. ودحمل به دحرجه على الأرض. ودحا اللّه الأرض : افترشها وبسطها ودحا المطر الحصى عن وجه الأرض أي دفعها وبابه نصر وفتح يقال دحا يدحو ودحى يدحى وليس معنى البسط أنها ليست كالكرة ولكنها ممدودة متسعة كما يأخذ الخباز الفرزدقة فيدحوها. قال ابن الرومي :
ما أنسى لا أنسى خبازا مررت به يدحو الرّقاقة مثل اللمح بالبصر
ما بين رؤيتها في كفه كرة وبين رؤيتها قوراء كالقمر
إلا بمقدار ما تنداح دائرة في لجة الماء يرمي فيه بالحجر
و هذا من أعاجيب لغتنا العربية الشريفة.
(واصِبٌ) : دائم وفي المختار وصب الشي ء يصب بالكسر وصوبا دام ومنه قوله تعالى « و له الدين واصبا » وقوله تعالى « و لهم عذاب واصب ».
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٢٤١
(فَأَتْبَعَهُ) : في المختار : تبعه من باب طرب إذا مشى خلفه أو مرّ به فمضى معه وكذا اتبعه وهو افتعل وأتبعه على أفعل وقال الأخفش :
تبعه وأتبعه بمعنى مثل ردفه وأردفه ومنه قوله تعالى « فأتبعه شهاب ثاقب ».
(ثاقِبٌ) : أي يثقبه أو يحرقه ونقل القرطبي في تفسير الثاقب قولين : قيل بمعنى المضي ء وقيل بمعنى المستوقد من قوله : اثقب زندك أي استوقد نارك وقال البيضاوي : ثاقب مضي ء كأنه يثقب الجو بضوئه » ولهذه المادة عجائب في التنويع والتصرف ففي الأساس واللسان :« ثقب الشي ء بالمثقب وثقب القداح عينه ليخرج الماء النازل وثقب اللّآل الدر، ودر مثقب وعنده در عذارى : لم يثقّبن وثقبّن البراقع لعيونهن قال المثقب العبدي :
أرين محاسنا وكننّ أخرى وثقبن الوصاوص للعيون