و الكأس تطلق على الزجاجة فيها الخمر وعلى الخمر مجازا مشهور وهي مؤنثة بدليل ضميرها وصفتها وتجمع على كئوس وأكؤس وكاسات وكئاس، يقول الأعشى : ورب كأس شربتها مع لذة أو لأجل لذة فضرتني فشربت كأسا أخرى تداويت من الأولى بها ليعلم الناس أني مجرب للأمور، وكنى عن ذلك بقوله :« أتيت المعيشة من بابها » وشبه المعيشة مع أسبابها المناسبة لها بدار لها باب على
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٢٦٣
طريق الاستعارة المكنية واثبات الباب تخييل ومن هذا المعنى أخذ أبو نواس قوله المشهور :
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء وداوني بالتي كانت هي الداء
و يروى عن الأخفش :« كل كأس في القرآن فهي الخمر » وقال أبو حيان :« الكأس ما كان من الزجاج فيه خمر أو نحوه من الأنبذة ولا يسمى كأسا إلا وفيه خمر وإلا فقدح وقد تسمى الخمر كأسا تسمية للشي ء باسم محله ».


الصفحة التالية
Icon