الأستن والأستان بفتح الهمزة وسكون السين فيهما، أصول الشجر يغشو في منابته فإذا نظر إليه الناظر شبهه بشخوص الناس » الى أن يقول :« و الأجود الأعرف انه شبه بما لا يشك انه منكر وقبيح لما جعل اللّه عز وجل في قلوب الإنس من بشاعة صور الجن ».

فصل رائع للجاحظ :


و كم كنا نتمنى أن يكون كتاب « نظم القرآن » موجود بين أيدينا لنطلع على الفصل الرائع الذي كتبه الجاحظ بصدد هذا التشبيه ولكن الكتاب فقد مع ما فقد من آثارنا العربية فلا بد لنا من أن ننقل شذرات منه وردت في كتبه الأخرى، فقد جاء في كتاب الحيوان ما نصه :« و ليس ان الناس رأوا شيطانا قط على صورة ولكن لما كان
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٢٧٩
اللّه تعالى قد جعل في طباع جميع الأمم استقباح جميع صور الشياطين واستسماجه وكراهيته وقد أجرى على ألسنة جميعهم ضرب المثل في ذلك رجع بالإيحاش والتنفير وبالإخافة والتقريع إلى ما قد جعله اللّه في طباع الأولين والآخرين وعند جميع الأمم على خلاف طبائع جميع الأمم وهذا التأويل أشبه من قول من زعم من المفسرين أن رؤوس الشياطين نبات ينبت باليمن »
.


الصفحة التالية
Icon