و الثاني إسماعيل، واحتجوا أيضا بأن اللّه وصفه بالصبر دون إسحق في قوله تعالى :« و إسماعيل وإدريس وذا الكفل كلّ من الصابرين » وهو صبره على الذبح، وعن علي بن أبي طالب وابن مسعود والعباس وعطاء وعكرمة وغيرهم أنه إسحق وعليه أهل الكتابين اليهود والنصارى، والحجة فيه أن اللّه تعالى أخبر خليله ابراهيم حين هاجر الى الشام بأنه استوهبه ولدا ثم أتبع ذلك البشارة بغلام حليم ثم ذكر رؤياه بذبح ذلك الغلام المبشر به ويدل عليه كتاب يعقوب الى يوسف الذي جاء فيه :« من يعقوب إسرائيل اللّه بن إسحق ذبيح اللّه بن إبراهيم خليل اللّه » وقال الزجاج :« اللّه أعلم أيهما الذبيحين » وهذا مذهب ثالث وهو الوقف عن الجزم بأحد القولين وتفويض علم ذلك إلى اللّه تعالى ولعل هذا أولى فإن هذه المسأله ليست من العقائد التي كلفنا بمعرفتها فهيي مما ينفع علمه ولا يضر جهله واللّه أعلم. هذا وللمفسرين والمؤرخين كلام طويل في قصة الذبح يرجع إليها في المطولات.
٢- مناقشة بين أهل السنة والمعتزلة :
و هناك مناقشة يجدر بنا تلخيصها بين أهل السنة والمعتزلة لطرافتها ولعلاقتها الوثيقة بالإعراب فقد تساءل الزمخشري حول قوله تعالى :« و اللّه خلقكم وما تعملون » فقال :« كيف يكون الشي ء الواحد للّه تعالى معمولا لهم، وأجاب بأن هذا كما يقال عمل النجار الباب فالمراد عمل شكله لا جوهره وكذلك الأصنام جواهرها مخلوقة لله تعالى وأشكالها وصورها معمولة لهم فإن قلت : ما منعك أن تكون ما مصدرية لا موصولة ويكون المعنى واللّه خلقكم وعملكم كما يقول المجبرة » وأجاب : بأن « أقرب ما يبطل به هذا السؤال بعد
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٣٠٠


الصفحة التالية
Icon