هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب » فقد كان سليمان يقرن مردة الشياطين بعضهم في بعض في القيود والسلاسل للتأديب والكف عن الفساد وعن السدي كان يجمع أيديهم الى أعناقهم في الجوامع، والصفد القيد وسمي به العطاء لأنه ارتباط للمنعم عليه ومنه قول علي ابن أبي طالب :« من برّك فقد أسرك ومن جفاك فقد أطلقك » وقال أبو تمام الطائي من قصيدة يمدح بها أبا سعيد الثغري :
همي معلقة عليك رقابها مغلولة إن العطاء إسار
و تبعه أبو الطيب فقال من قصيدة يمدح بها سيف الدولة :
و قيدت نفسي في ذراك محبة ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا
[سورة ص (٣٨) : الآيات ٤١ الى ٤٤]
وَ اذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ (٤١) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ (٤٢) وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (٤٣) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٤٤)
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٣٦٦
اللغة :
(بِنُصْبٍ) : النصب بضم فسكون وبفتح فسكون وبضمتين الداء والبلاء قيل جمع نصب كاسد وأسد وقيل هو لغة في النصب وقد تقدم كلام كثير في هذه المادة.
(ضِغْثاً) : حزمة من حشيش وقضبان وفي القاموس :« و الضغث بالكسر قبضة حشيش مختلطة الرطب باليابس واضطعثه : احتطبه وأضغاث أحلام رؤيا لا يصح تأويلها لاختلاطها (و قد تقدم القول فيها) والتضغيث ما بلّ الأرض والنبات من المطر » وفي المثل « ضغث على إباله » والإبالة بالتشديد الحزمة من الحشيش والحطب ومعناه بلية على أخرى ويضرب أيضا مثلا للرجل يحمل صاحبه المكروه ثم يزيده منه.
الاعراب :


الصفحة التالية
Icon