يستعطف جميل صاحبته بثينة ويتوجع إليها مما نابه فيها أي أما تخافين اللّه في جنب وامق أي في حقه الواجب عليك فالجنب كناية عن ذلك والوامق الشديد المحبة يعني نفسه وحرى أي ذات حر واحتراق، وتقطع : أصله تتقطع والادكار أصله الاذتكار قلبت تاء الافتعال دالا مهملة وأدغمت الذال المعجمة فيها، وخاطبها خطاب جمع المذكر تعظيما لها وفي البيت الثاني رد العجز على الصدر وهو من بديع الكلام. وهذه الكناية تسمى كناية نسبة، وقد تقدم القول في أقسام الكناية، لأنك إذا أثبتّ الأمر في مكان الرجل وحيّزه فقد أثبتّه فيه، قال زياد الأعجم :
إن السماحة والمروءة والندى في قبة ضربت على ابن الحشرج
يعني انه مختص بهذه الصفات لا توجد في غيره ولا خيمة هناك ولا ضرب أصلا.
الفوائد :
ألف الفصل :
ألف الفصل تزاد بعد واو الجماعة مخافة التباسها بواو النسق مثل :« و أنيبوا إلى ربكم وأسلموا له » ومثل : كفروا ووردوا، ألا ترى أنهم لو لم يدخلوا الألف بعد الواو ثم اتصلت بكلام بعدها ظن القارئ أنها كفر وورد فحيزت الواو لما قبلها بألف الفصل، ولما
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٤٣٩
فغلوا ذلك في الأفعال التي تنقطع واوها من الحروف قبلها نحو ساروا وجاءوا فعلوا ذلك في الأفعال التي تتصل واوها بالحروف قبلها نحو كانوا وبانوا ليكون حكم هذه الواو في كل موضع حكما واحدا.
[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٦٠ الى ٦٦]