الجملة حال من أصحاب القلوب وما نافية حجازية أو مهملة وللظالمين خبر مقدم ومن حرف جر زائد وحميم اسم ما المؤخر أو مبتدأ ولا شفيع عطف على حميم وجملة يطاع صفة لشفيع وفي الكلام مجاز سيأتي تفصيله في باب البلاغة.
البلاغة :
١- في قوله « يلقي الروح من أمره » مجاز مرسل لأن المراد بالروح الوحي وسمي الوحي روحا لأنه يجري من القلوب مجرى الأرواح من الأجساد فهو مجاز مرسل علاقته السببية وجعله الزمخشري استعارة تصريحية وليس ببعيد.
٢- التمثيل :
و في قوله « إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين » استعارة تمثيلية لتجسيد الهول في ذلك اليوم الذي تكون فيه مشارفتهم للنار فعند ذلك ترتفع قلوبهم عن مقارها فتلصق بحناجرهم فلا هي تخرج فيموتوا ويستريحوا ولا هي ترجع إلى مواطنها فيتنفسوا الصعداء ويتروحوا ولكنها معترضة كالشجا.
٣- عكس الظاهر :
و في قوله « ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع » عكس الظاهر وقد تقدم ذكر هذا الفن أكثر من مرة إذ لا شفيع لهم أصلا فضلا عن أن يكون مطاعا.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٤٧١
٤- قول الزمخشري في كاظمين :
و قال الزمخشري :« فإن قلت : بم انتصب كاظمين؟ قلت : هو حال عن أصحاب القلوب على المعنى لأن المعنى إذ قلوبهم لدى حناجرهم كاظمين عليها ويجوز أن يكون حالا عن القلوب وان القلوب كاظمة على غم وكرب فيها مع بلوغها الحناجر وانما جمع الكاظم جمع السلامة لأنه وصفها بالكظم الذي هو من أفعال العقلاء كما قال تعالى :
« رأيتهم لي ساجدين »
وقال : فظلت أعناقهم لها خاضعين ».
الفوائد :
إضافة الزمان الى الجمل :
يجوز في الزمان إذا أضيف الى جملة الإعراب على الأصل والبناء فإن كان ما وليه فعلا مبنيا فالبناء أرجح للتناسب أو لشبه الظرف حينئذ بحرف الشرط في جعل الجملة التي تليه مفتقرة إليه والى غيره كقول النابغة الذبياني :
على حين عاتبت المشيب على الصبا وقلت : ألما أصح والشيب وازع


الصفحة التالية
Icon