وَ يا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (٤١) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (٤٢) لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ (٤٣) فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (٤٤) فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ (٤٥)
النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ (٤٦)
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٤٨٨
اللغة :
(صَرْحاً) : الصرح- كما في المصباح- بيت واحد يبنى مفردا طولا ضخما، وقال في الكشاف :« الصرح البناء الظاهر الذي لا يخفى على الناظر وإن بعد، اشتقوه من صرح الشي ء إذا ظهر وهذه المادة عجيبة في مدلولها إنها تدل في جميع مشتقاتها على الظهور
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٤٨٩
و الإبانة، قالوا : لبن صريح : ذهبت رغوته وخلص وعربي صريح من عرب صرحاء : غير هجناء ونسب صريح وكأس صراح : لم تمزج وصرّحت الخمرة : ذهب عنها الزبد ولقيته مصارحة : مجاهرة وصرّح النهار : ذهب سحابه وأضاءت شمسه قال الطرماح في وصف ذئب :
إذا امتلّ يعدو قلت ظلّ طخاءة ذرى الريح في أعقاب يوم مصرح
و صرح بما في نفسه وبني صرحا وصروحا وقعد في صرحة داره : في ساحتها.
(الْأَسْبابَ) : جمع سبب وأسباب السموات مراقيها أو نواحيها أو أبوابها والسبب أيضا الحبل وما يتوصل به الى غيره وقد جمع زهير بينهما بقوله :
و من هاب أسباب المنايا ينلنه وإن يرق أسباب السماء بسلم


الصفحة التالية
Icon