من سره أن يستجيب اللّه تعالى له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء » ومعنى سره : أعجبه وأوقعه في الفرح والسرور وأن يستجيب اللّه فاعل سره ومفعول يستجيب محذوف أي دعاءه وقوله عند الشدائد ظرف للاستجابة أي حصول الأمور الشديدة من المكروهات، والكرب بضم ففتح جمع كربة وهي الغم يأخذ بالنفس، وقوله فليكثر الدعاء إلخ جواب الشرط، ولرخاء بفتح الراء سعة العيش وحسن الحال وإنما كان كذلك لأن إكثاره في وقت الرخاء يدل على صدق العبد في عبوديته والتجائه الى ربه في جميع أحواله وانه يشكره في الرخاء كما يشكره في الشدة ويتوجه إليه بكليته ليكون له عدة.
و قال الإمام أبو حامد الغزالي في الاحياء :« آداب الدعاء عشرة :
و الأول أن يترصّد الأزمان الشريفة كيوم عرفة وشهر رمضان ويوم الجمعة والثلث الأخير من الليل ووقت الأسحار، الثاني أن يغتنم الأحوال الشريفة كحالة السجود والتقاء الجيوش ونزول الغيث وإقامة الصلاة وبعدها، الثالث استقبال القبلة ورفع اليدين ويمسح بهما وجهه في آخره، الرابع خفض الصوت بين المخافتة والجهر، الخامس أن لا يتكلف السجع، السادس التضرع والخشوع والرهبة، السابع أن يجزم بالطلب ويوقن بالإجابة، الثامن أن يلح في الدعاء ويكرره ثلاثا ولا يستبطى ء الإجابة، التاسع أن يفتتح الدعاء بذكر اللّه تعالى، العاشر هو الأصل في الإجابة وهو التوبة ورد المظالم والإقبال على اللّه تعالى »
.
٢- لمحة عن القشيري :
اقتبسنا في هذا الفصل قبسة من الرسالة القشيرية ولإتمام الفائدة يحسن بنا أن نورد لمحة موجزة عنها وعن مؤلفها لأنها تمدنا
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٥١٠


الصفحة التالية
Icon