حفظا من استراق الشياطين السمع للشهب وأجاز الزمخشري أن يكون مفعولا لأجله على المعنى كأنه قال وخلقنا المصابيح زينة وحفظا وذلك مبتدأ والاشارة الى ما ذكر كله بتفاصيله وتقدير العزيز العليم مضاف إليه.
البلاغة :
١- التشبيه البليغ الصوري :
في قوله « ثم استوى الى السماء وهي دخان » تشبيه بليغ صوري لأن صورتها صورة الدخان في رأي العين والمراد بالدخان البخار الذي تتشكل منه الطبقات الهوائية فلا منافاة مع أحدث نظريات العلم.
٢- الاستعارة المكنية :
و في قوله استوى الى السماء استعارة مكنية فالمستعار الاستواء والمستعار منه كل جسم مستو والمستعار له هو الحق عز وجل وقد تقدم تفصيل هذه الاستعارة كثيرا فتدبره.
٣- وفي قوله « فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين » فنون شتى نجملها بما يلي :
أ- إسناد القول للأرض والسماء وتوجيه الخطاب لهما من باب المجاز العقلي والقصد من هذا المجاز تصوير قدرته سبحانه واستحالة امتناعهما من ذلك لا إثبات للطوع والكره لهما، ويجوز أن يكون هذا من باب الاستعارة المكنية فقد شبههما بكائنين حين عاقلين ثم
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٥٣٨
حذف المشبه به وأثبت شيئا من لوازمه لتمثيلهما بأمر المطاع وإجابة الطائع كما تقول نطقت الحال بكذا بدل دلت فيجعل الحال كالانسان الذي يتكلم في الدلالة والبرهان ثم يتخيل له النطق الذي هو من لازم المشبه به وينسب اليه.
ب- الطباق بين طوعا وكرها.
ج- تغليب المذكر العاقل على المؤنث أو التنزيل منزلته في قوله « قالتا أتينا طائعين ».
٤- الالتفات :
و في قوله « و زينا السماء الدنيا بمصابيح الآية » التفات من الغيبة الى التكلم فقد أسند التزيين الى ذاته سبحانه لإبراز مزيد العناية بالتزيين المذكور.
[سورة فصلت (٤١) : الآيات ١٣ الى ١٦]


الصفحة التالية
Icon