إنا إذا ما أتانا صارخ فزع كان الصراخ له قرع الظنابيب
أي كان الغياث له، وهذا يوم صرد وصرد ويوم صرد وقد صرد يومنا وليلة صردة ورجل صرد وريح مصراد باردة شديدة البرد، وصرعته تركته صريعا وتركتهم صرعى وصرعهم ريب المنون
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٥٤٠
و ليس أشد من ذلك وبات صريع الكأس، قال مسلم بن الوليد صريع الغواني :
هل العيش إلا أن أروح مع الصبا وأغدو صريع الراح والأعين النجل
و حفظك اللّه من صرف الزمان وصروفه وتصاريفه، وزرع صريم ومصروم مجزوز وصرم النخل واصطرمه، وماء صريّ مجموع.
و لا يجتمع إلا ليظهر، قال ذو الرمة :
صرى آجن يزوي له المرء وجهه ولو ذاقه ظمآن في شهر ناجر
و هذا من الغريب الذي يبز اللغات.
(نَحِساتٍ :) بكسر الحاء وسكونها وهما قراءتان سبعيتان أي مشئومات عليهم فأما الكسر فهو صفة على فعل وفعله فعل بكسر العين أيضا يقال نحس فهو نحس كفرح فهو فرح وأشر فهو أشر وأما السكون فهو مصدر وصف به كرجل عدل ولكن يشكل على هذه القراءة جمعه فإن الفصيح في المصدر الموصوف به أن يوحد وكأن المسوغ له اختلاف أنواعه في الأصل.
الاعراب :
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) كلام مستأنف على طريق الالتفات، مسوق لتحذيرهم بعد إعراضهم، وللالتفات سر بليغ نورده في باب البلاغة، وإن شرطية وأعرضوا فعل
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٥٤١
ماض والواو فاعل والفعل في محل جزم فعل الشرط، فقل الفاء رابطة وقل فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت وأنذرتكم فعل ماض وفاعل ومفعول به، وعبّر بالماضي وسياق الكلام يقتضي الاستقبال للدلالة على تحقق الإنذار، وصاعقة مفعول به ثان ومثل نعت لصاعقة.


الصفحة التالية
Icon