حرف جر زائد ومحيص مجرور لفظا في محل رفع مبتدأ مؤخر والنفي معلق للظن عن العمل لفظا مع بقائه محلا وجملة النفي سدت مسد المفعولين لآذناك لأنها بمعنى أعلمناك كما سدت. جملة النفي السابقة مسد المفعول الثاني لآذناك وعبارة أبي البقاء :« و أما قوله تعالى :
و ظنوا فمفعولاها قد أغنى عنهما ما لهم من محيص وقال أبو حاتم يوقف على ظنوا ثم أخبر عنهم بالنفي ».
الفوائد :
النسبة على وزن فعّال وفاعل :
اعلم أن العرب نسبوا على غير المنهاج المعروف في النسبة وذلك لأنهم لم يأتوا بياء النسبة ولكنهم يبنون بناء يدل على نحو ما دلت عليه ياء النسبة كقولهم لصاحب البتوت وهي الأكسية وواحدها بت :
بتّات، ولصاحب الثياب : ثواب، ولصاحب البزّ : بزّاز، ولصاحب العاج عوّاج، ولصاحب الجمال التي ينقل عليها : جمّال، ولصاحب الحمير التي ينقل عليها : حمّار، وللصيرفي : صراف، وهو أكثر من أن يحصى كالعطّار والنقّاش، وهذا النحو إنما يعملون فيما كان صنعة ومعالجة للتكثير إذ صاحب الصنعة مداوم لصنعته فجعل له البناء الدّال على التكثير وهو فعّال بتضعيف العين لأن التضعيف للتكثير. وما كان من هذا ذا شي ء وليس بصنعة يعالجها أتوا بها على صيغة فاعل وذلك لأن فاعلا هو الأصل وإنما يعدل عنه الى فعال للمبالغة فإذا لم ترد المبالغة جي ء به على الأصل لأنه ليس فيه تكثير
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٥٧٨
قالوا لذي الدرع : دارع، ولذي النبل : نابل، ولذي النشاب :
ناشب، ولذي اللبن : لابن، ولذي التمر : تامر. وقال الحطيئة :
و غررتني وزعمت أنّك لابن بالصيف تامر أي ذو لبن وذو تمر. وإن كان شي ء من هذه الأشياء صنعة وما شا يداومها صاحبها نسب على فعّال فيقال لمن يبيع اللبن والتمر :
لبّان وتمّار، ولمن يرمي بالنبل : نبال. قال امرؤ القيس :
و ليس بذي رمح فيطعنني به وليس بذي سيف وليس بنبال
و ربما جمعوا بين اللفظين في شي ء واحد، قال الحطيئة :