صلة ولنا متعلقان بسخر وهذا مفعول به (وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) الواو للحال وما نافية وكان واسمها وله متعلقان بمقرنين ومقرنين
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ٦٩
خبر كنا (وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ) الواو حالية أيضا وسيأتي سرّ هذا الحال في باب البلاغة وإن واسمها وإلى ربنا متعلقان بمنقلبون واللام المزحلقة ومنقلبون خبر إن.
البلاغة :
انطوت هذه الآيات على أفانين من البلاغة نوجزها فيما يلي :
١- فأول فن فيها هو الحذف، فقد حذف الموصوف وهو اللّه تعالى وأقام صفاته مقامه لأن الكلام مجزأ فبعضه من قولهم وبعضه من قول اللّه تعالى فالذي هو من قولهم خلقهنّ وما بعده هو من قول اللّه تعالى وأصل الكلام أنهم قالوا خلقهنّ اللّه بدلالة قوله في آية أخرى :
و لئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولنّ اللّه ثم لما قالوا خلقهنّ اللّه وصف اللّه تعالى ذاته بهذه الصفات وأقيمت مقام الموصوف كأنه كلام واحد ونظير هذا أن تقول للرجل : من أكرمك من القوم؟ فيقول أكرمني زيد فتقول أنت واصفا له : الكريم الجوّاد المفضال الذي من صفته كذا وكذا.
٢- الالتفات : والفن الثاني هو الالتفات فإنه لما وقع الانتقال من كلامهم إلى كلام اللّه عزّ وجلّ جاء أوله على لفظه الغيبة وآخره على الانتقال منها إلى التكلم في قوله فأنشرنا افتنانا في أفانين البلاغة ولتسجيل المنّة على عباده وقرع أسماعهم بها ومن هذا النمط في القرآن كثير.
٣- سرّ الحال : والسر في قوله « و إنا إلى ربنا لمنقلبون » أنه كم من راكب دابة عثرت به أو شمست أو طاح عن ظهرها فهلك وكم من راكبين في سفينة انكسرت بهم ففرقوا فلما كان الركوب بحد ذاته أمرا شديدا لخطورة مجهول المغبة والراكب مستهدف لأنواع المتالف
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ٧٠