نشرت ثلاث ذوائب من شعرها في ليلة فأرت ليالي أربعا
و استقبلت قمر السما بوجهها فأرتني القمرين في وقت معا
أي الشمس وهو وجهها وقمر السماء، والقمران في العرف الشمس والقمر، وقيل إن منه قول الفرزدق :
أخذنا بآفاق السماء عليكم لنا قمراها والنجوم الطوالع
و قيل إنما أراد محمدا والخليل عليهما الصلاة والسلام لأن نسبه يمتّ إليها، وقالوا العمرين في أبي بكر وعمر وقيل المراد عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز فلا تغليب، وأما الأول ففيه تغليب غلبوا الأخف وقيل لطول عمره، وقالوا العجاجين في رؤبة والعجاج، والمروتين في الصفا والمروة، ومثال التغليب للاختلاط قوله تعالى :
« فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع » فإن الاختلاط حاصل في العموم السابق في قوله « كل دابة » ثم فصله فيما بعد وفي من يمشي على رجلين في عبارة التفصيل فإنه يضم الإنسان والطائر وقوله تعالى :« اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون » لأن لعل متعلقة بخلقكم لا باعبدوا لئلا يلزم تعليل الشي ء بنفسه أي اعبدوا لأجل التقوى والتقوى هي العبادة وغلبوا المذكر على المؤنث حتى عدت منهم في قوله تعالى :« و كانت من القانتين » أي مريم وعدت من الذكور حيث جعلت بمثابتهم في التعبير بلفظ يخصّ به الذكور في أصل الوضع ولو لم يغلب لقال : من القانتات.
الفوائد :
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر في صحيح الترمذي :« عن أبي
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ٨٩
هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر » وعن سهل بن سعد قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : لو كانت الدنيا تعدل عند اللّه جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء ».
[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٤٠ الى ٤٥]