الذهب في الصحاف واستغنى به عن الإعادة في الأكواب
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ١٠٥
كقوله تعالى « و الذاكرون اللّه كثيرا والذاكرات » (وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ) الواو عاطفة وفيها خبر مقدم وما موصول مبتدأ مؤخر وجملة تشتهيه الأنفس صلة ما وتلذ الأعين عطف على الصلة داخلة في حيزها وأنتم مبتدأ وفيها متعلقان بخالدون وخالدون خبر أنتم (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) الواو عاطفة وتلك مبتدأ والجنة خبر والتي نعت للجنة وجملة أورثتموها صلة وبما متعلقان بأورثتموها وكنتم كان واسمها وجملة تعملون خبر كنتم (لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ) لكم خبر مقدم وفيها حال وفاكهة مبتدأ مؤخر وكثيرة صفة ومنها متعلقان بتأكلون وجملة تأكلون نصب لفاكهة، ويجوز أن تعرب الجنة بدلا من اسم الإشارة فتكون جملة لكم فيها فاكهة هي الخبر، وعبارة أبي حيان المتفقة مع عبارة الزمخشري هي :« و تلك الجنة مبتدأ وخبر والتي أورثتموها صفة أو الجنة صفة والتي أورثتموها وبما كنتم تعملون الخبر وما قبله صفتان فإذا كان بما الخبر تتعلق بمحذوف وعلى القولين الأولين يتعلق بأورثتموها ».
البلاغة :
حفلت هذه الآيات بضروب من البلاغة وأفانين من البيان نوجزها فيما يلي :
١- الإيجاز : وذلك في نداء اللّه تعالى لعباده، فقد اشتمل هذا النداء على أمور أربعة : ١- نفى عنهم الخوف ٢- نفى عنهم الحزن ٣- أمرهم بدخول الجنة ٤- بشّرهم باستحواذ السرور على أنفسهم.
٢- الإيجاز أيضا : وذلك في قوله تعالى « و فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين » فقد حصر أنواع النعم لأنها لا تعدو أمرين اثنين : إما مشتهاة في القلوب وإما مستلذة في العيون، وجاء في الحديث : إن
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ١٠٦


الصفحة التالية
Icon