٢- الحديث المتعلق بالآية : وعن أبي الدرداء رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : يلقى على أهل النار الجوع فيعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع فيستغيثون فيغاثون بطعام ذي غصة فيذكرون أنهم يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب فيستغيثون بالشراب فيدفع إليهم بكلاليب الحديد فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم فإذا دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم فيقولون ادعوا خزنة جهنم فيقولون « أ لم تك تأتيكم رسلكم بالبيّنات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال » قال : فيقولون : ادعوا مالكا فيقولون :« يا مالك ليقض علينا ربك » قال فيجيبهم : إنكم ماكثون قال الأعمش : نبئت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك إياهم ألف عام قال فيقولون : ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون :« ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنّا قوما ضالّين، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنّا ظالمون » قال : فيجيبهم :
« اخسئوا فيها ولا تكلمون » قال فعند ذلك يئسوا من كل خير وعند ذلك يأخذون في الزفير والحسرة والويل.
و عن عبد اللّه بن عمرو رضي اللّه عنهما قال : إنّ أهل النار يدعون مالكا فلا يجيبهم أربعين عاما ثم يقول : إنكم ماكثون ثم يدعون ربهم فيقولون :« ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنّا ظالمون » فلا يجيبهم مثل الدنيا ثم يقول :« اخسئوا فيها ولا تكلمون » ثم ييئس القوم فما هو إلا الزفير والشهيق تشبه أصواتهم أصوات الحمير أولها شهيق وآخرها زفير.
[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٧٩ الى ٨٩]


الصفحة التالية
Icon