و أما الكتاب فروى ابن إسحق وغيره أنه كان فيه : أما بعد فإني آمنت بك وبكتابك الذي أنزل عليك وأنا على دينك وسنّتك وآمنت بربك ورب كل شي ء وآمنت بكل ما جاء من ربك من شرائع الإسلام فإن أدركتك فبها ونعمت وإن لم أدركك فاشفع لي ولا تنسني يوم القيامة فإني من أمتك الأولين وتابعتك قبل مجيئك وأنا على ملّتك وملّة أبيك إبراهيم عليه السّلام ثم ختم الكتاب ونقش عليه للّه الأمر من قبل ومن بعد وكتب عنوانه : إلى محمد بن عبد اللّه نبيّ اللّه ورسوله خاتم النبيين ورسول رب العالمين صلى اللّه عليه وسلم من تبع الأول. ويقال كان الكتاب والشعر عند أبي أيوب خالد بن زيد فلم يزل عنده حتى بعث النبي صلى اللّه عليه وسلم. وكانوا يتوارثونه كابرا عن كابر حتى أدوه للنبي صلى اللّه عليه وسلم. وقال قوم ليس المراد بتبع رجلا واحدا إنما المراد ملوك اليمن وكانوا يسمّون التتابعة، قال الجوهري :« التتابعة ملوك اليمن والتبع الظل والتبع الظل والتبع ضرب من الطير » وعبارة الزمخشري :« و قيل لملوك اليمن التتابعة لأنهم يتبعون كما قيل الأقيال لأنهم يتقيلون » وفي مختار الصحاح : التقيل شرب نصف النهار. وسمي الظل تبعا لأنه يتبع الشمس.
هذا وكان منهم سبعون تبعا، قال النعمان بن بشير الأنصاري :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ١٣٠
لنا من بني قحطان سبعون تبعا أطاعت لنا بالخرج منّا الأعاجم
و منّا سراة الناس هود وصالح وذو الكفل منّا والملوك الأعاظم
و قيل كانوا ثمانين فلم يتفق له في الشعر هذا وتفاصيل أخبارهم مبثوثة في بطون كتب التاريخ المطوّلة فليرجع إليها من استهوته قراءة الأساطير الممتعة وما فيها من قصص عجيب.
الإعراب :