سواء حال من الضمير المستتر في الجار والمجرور وهما كالذين آمنوا والمعنى أحسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم مثل الذين آمنوا وعملوا الصالحات في حال استواء محياهم ومماتهم والاستفهام بمعنى الإنكار والنفي ومحياهم فاعل بسواء وساء فعل ماض للذم وما هنا مصدرية مؤولة مع ما بعدها بمصدر هو فاعل ساء أو ما نكرة تامة بمعنى شي ء في محل نصب على التمييز وفاعل ساء مستتر تقديره هو.
الفوائد :
١- مبكاة العابدين : هذه الآية « أم حسب الذين اجترحوا السيئات » إلخ، تسمى مبكاة العابدين، وعن تميم الداري رضي اللّه عنه أنه كان
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ١٥٣
يصلي ذات ليلة عند المقام فبلغ هذه الآية فجعل يبكي ويردّد إلى الصباح ساء ما يحكمون، وكان الفضيل بن عياض يقول لنفسه : ليت شعري من أيّ الفريقين أنت؟
٢- قراءة ثانية للآية : هذا وقد قرى ء سواء محياهم ومماتهم بالرفع فسواء خبر مقدّم ومحياهم مبتدأ مؤخر وقد اختلف في إعراب هذه الجملة فقال الزمخشري أنها بدل من الكاف لأ الجملة تقع مفعولا ثانيا فكانت في حكم المفرد وردّ عليه أبو حيان قائلا :« و هذا الذي ذهب إليه الزمخشري من إبدال الجملة من المفرد قد أجازه أبو الفتح واختاره ابن مالك وأورد على ذلك شواهد على زعمه ولا يتعين فيها البدل » إلى أن يقول « و الذي يظهر لي أنه إذا قلنا بتشبث الجملة بما قبلها أن تكون الجملة في موضع الحال والتقدير أم حسب الكفار أن مصيرهم مثل المؤمنين في حال استواء محياهم ومماتهم ليسوا كذلك بل هم مفترقون أي افتراق في الحالتين وتكون هذه الحال مبينة ما انبهم في المثلية الدال عليها الكاف التي هي في موضع المفعول الثاني ».
[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ٢٢ الى ٢٦]


الصفحة التالية
Icon