فقد حذف المشبه وأبقى المشبه به. وإذا أراد النطفة والبيضة كان الكلام جاريا على جانب الحقيقة، لا على جانب المجاز.
٢- الاكتفاء في قوله :« بيدك الخير » فاقتصر على الخير من باب الاكتفاء بالمقابل أي والشر، كقوله تعالى :« سرابيل تقيكم الحر » أي والبرد، ولأن الخير هو المرغوب فيه.
٣- المقابلة فقد طابق بين « تؤتي وتنزع » وبين « تغر وتذل » وبين « الليل والنهار » وبين « الحي والميت ».
٤- وخرج بالاستفهام عن معناه الحقيقي بقوله :« فكيف » إلى معنى التهويل واستفظاع ما أعد اللّه لهم في يوم عصيب تحار فيه الأبصار والبصائر، وتشخص فيه القلوب والضمائر.
الفوائد :
(اللَّهُمَّ) قد تخرج عند النداء المحض فيكون لها معنيان :
آ- أن يذكرها المجيب تمكينا للجواب في نفس السامع، فإذا حدثك أحد بشي ء قلت : اللهم نعم.
ب- أن تستعمل للدلالة على الندرة وقلة وقوع المذكور معها، كقولك لمن كان متكاسلا : إنك ناجح اللهم، إن بذلت مجهودا أكبر، وقد علمت أنه غير باذل أي مجهود، أو إن ذلك مستبعد منه، وعلى هذا يخطى ء كتابنا في استعمالها قبل إلا.
[سورة آل عمران (٣) : آية ٢٨]
لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْ ءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (٢٨)
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٤٨٨
اللغة :
(تُقاةً) أصلها وقية بضم الواو، فأبدلت الواو تاء والياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فهي مصدر تقية كرمية.
الإعراب :


الصفحة التالية
Icon