فمن يملك من اللّه شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم » وقوله « و من يرد اللّه فتنته فلن تملك له من اللّه شيئا » ومنه قوله عليه الصلاة والسلام في بعض الحديث « إنني لا أملك شيئا » يخاطب عشيرته وسرّ اختصاصه بدفع المضرّة أن الملك مضاف في هذه المواضع باللام ودفع المضرّة نفع يضاف للمدفوع عنه وليس كذلك حرمان المنفعة فإنه ضرر عائد عليه لا له، فإذا ظهر ذلك فإنما انتظمت الآية على هذا الوجه لأن القسمين يشتركان في أن كل واحد منهما نفي لدفع المقدّر من خير وشر فلما تقاربا أدرجهما في عبارة واحدة وخصّ عبارة دفع الضرّ لأنه هو المتوقع لهؤلاء إذ الآية في سياق التهديد أو الوعيد الشديد وهي نظير قوله :« قل من ذا الذي يعصمكم من اللّه إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة » فإن العصمة إنما تكون من السوء لا من الرحمة.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ٢٣٩
الفوائد :
الأهلون : جمع أهل ويقال أهلات على تقدير تاء التأنيث كأرض وأرضات، والذي حسن جمع أهل هذا الجمع كونه يرد بمعنى الوصف كقولهم الحمد للّه أهل الحمد وكونه في الواقع للعقلاء.
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ١٣ الى ١٦]