في هذه الآية لطائف معنوية وهو أنه تعالى أبان غاية البون بين الكافر والمؤمن، باين بين الفاعلين إذ فاعل جعل هو الكفار وفاعل أنزل هو اللّه تعالى، وبين المفعولين إذ تلك حمية وهذه سكينة، وبين
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ٢٥١
الإضافتين أضاف الحمية إلى الجاهلية وأضاف السكينة إلى اللّه تعالى، وبين الفعل جعل وأنزل فالحمية مجعولة في الحال في العرض الذي لا يبقى والسكينة كالمحفوظة في خزانة الرحمة فأنزلها والحمية قبيحة مذمومة في نفسها وازدادت قبحا بالإضافة إلى الجاهلية والسكينة حسنة في نفسها وازدادت حسنا بإضافتها إلى اللّه تعالى والعطف في فأنزل بالفاء لا بالواو يدل على المقابلة تقول أكرمني زيد فأكرمته فدلّت على المجازاة للمقابلة ولذلك جعل فأنزل، ولما كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم هو الذي أجاب أولا إلى الصلح وكان المؤمنون عازمين على القتال لا يرجعوا إلى أهلهم إلا بعد فتح مكة أو النحر في المنحر وأبوا إلا أن يكتبوا محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وباسم اللّه قال تعالى « على رسوله » ولما سكن هو صلى اللّه عليه وسلم للصلح سكن المؤمنون فقال « و على المؤمنين » ولما كان المؤمنون عند اللّه تعالى ألزموا تلك الكلمة قال تعالى « إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم ».
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ٢٧ الى ٢٩]
لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِ
خرج شطؤه » وفي القاموس : الشطء فراخ النخل والزرع أو ورقه وشطأ كمنع شطئا وشطوءا أخرجها ومن الشجرة ما خرج حول أصله والجمع أشطاء وأشطأ أخرجها والرجل بلغ ولده فصار مثله.
الإعراب :


الصفحة التالية
Icon