٢- هذا التعليق تأدب بآداب اللّه تعالى وإن كان الموعود به محقق الوقوع حيث قال تعالى « و لا تقولن لشي ء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء اللّه ». ٣- وقال ثعلب استثنى فيما يعلم ليستثني الخلق فيما لا يعلمون. ٤- وزعم الكوفيون أن إن هنا بمعنى إذ التي تذكر لتعليل ما قبلها، قالوا وليست شرطية لأن الشرط مستقبل وهذه القصة قد مضت، وأصح ما يقال ما أورده الزمخشري ونصه :« فإن قلت ما وجه دخول إن شاء اللّه في إخبار اللّه عزّ وجلّ قلت فيه وجوه : أن يعلق عدّته بالمشيئة تعليما لعباده أن يقولوا في عداتهم مثل ذلك متأدبين بأدب اللّه ومقتدين بسنّته » وآمنين حال من الواو المحذوفة من لتدخلن لالتقاء الساكنين أي حال مقارنة للدخول والشرط معترض والمعنى آمنين في حال الدخول ومحلقين حال ثانية متداخلة ورؤوسكم مفعول به ولا نافية وتخافون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والجملة مستأنفة أو حالية من فاعل لتدخلن أو من الضمير في آمنين أو في محلقين (فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً) الفاء عاطفة على جملة صدق اللّه وعلم فعل ماض وفاعل مستتر تقديره هو وما مفعول به وجملة لم تعلموه صلة ما، فجعل : الفاء عاطفة ومن دون ذلك متعلقان بجعل وفتحا مفعول به وقريبا نعت (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ٢٥٤
الدِّينِ كُلِّهِ)


الصفحة التالية
Icon