يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (٢) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣) إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (٤)
وَ لَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥)
اللغة :
(تَحْبَطَ) في المختار :« حبط عمله بطل ثوابه وبابه فهم وحبوطا أيضا ». وقال الزمخشري :« و الحبوط من حبطت الإبل إذا أكلت الخضر فنفخ بطونها وربما هلكت ومنه قوله عليه الصلاة والسلام : وإن مما ينبت الربيع لما يقتل حبطا » وفي القاموس :« الحبط محركة آثار الجرح
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ٢٥٧
أو السياط بالبدن بعد البرء أو الآثار الوارمة التي لم تشقّق فإن تقطعت ودميت فعلوب ووجع ببطن البعير من كلأ يستوبله أو من كلأ يكثر منه فينتفخ منه » إلى أن يقول :« و حبط عمله كسمع وضرب حبطا وحبوطا بطل ودم القتل هدرا ».
(امْتَحَنَ) في القاموس « محنه كمنعه اختبره كامتحنه والاسم المحنة بالكسر » وفي الكشاف : والامتحان افتعال من محنه وهو اختبار بليغ أو بلاء جهيد قال أبو عمرو : كل شي ء جهدته فقد محنته وأنشد :
أتت رذايا باديا كلالها قد محنت واضطربت آطالها
نقول : والرذايا : جمع رذية وهي الناقة المهزولة والآطال جمع أطل وهو الخاصرة كأسباب وسبب، يقول الشاعر :