يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (١٢) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١٣)
اللغة :
(تَجَسَّسُوا) يقال تجسّس الأمر إذا تطلبه وبحث عنه وقرئ ولا تحسسوا بالحاء، والمعنيان متقاربان، وقال الأخفش ليست تبعد إحداهما عن الأخرى لأن التجسس البحث عمّا يكتم عنك والتحسّس
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ٢٧٣
بالحاء طلب الأخبار والبحث عنها، وقيل إن التجسس بالجيم هو البحث ومنه قيل : رجل جاسوس إذا كان يبحث عن الأمور وبالحاء ما أدركه الإنسان ببعض حواسّه، وفي القاموس :« و لا تجسسوا أي خذوا ما ظهر ودعوا ما ستر اللّه عزّ وجلّ أو لا تفحصوا عن بواطن الأمور أو لا تبحثوا عن العورات » وجاء فيه أيضا :« و التحسّس الاستماع لحديث القوم وطلب خبرهم في الخير » وقال في الأساس :« و من أين حسست هذا الخبر وأخرج فتحسّس لنا وضرب فما قال حس وجى ء به من حسّك وبسّك، وأنشد يصف امرأة ويشكوها :
تركت بيتي من الأشياء قفرا مثل أمس
كل شي ء كنت قد جمّ عت من حسّى وبسّى