ألمّ بكذا إذا قاربه ولم يخالطه » وقال الأزهري :« العرب تستعمل الإلمام في معنى الدنو والقرب » وفي المصباح :« و اللّمم بفتحتين مقاربة الذنب وقيل هو الصغائر وقيل هو فعل الصغيرة ثم لا يعاوده ولمّ بالشي ء يلمّ من باب ردّ ».
و من غريب أمر اللام والميم إذا وقعتا فاء وعينا للكلمة دلّتا على معنى اللّمح السريع والمرور العاجل اللطيف فمن ذلك : ألمأ اللص على الشي ء : ذهب به، وما ذقت لماجا بفتح اللام : ما يتلمّج به أي يتلمظ، ولمح البرق والنجم : لمع من بعيد وبرق لمّاح ولمحته ببصري ورأيته لمحة البرق وهو أسرع من لمح البصر ومن لمح بالبصر، واللّمس معروف وفيه معنى المخالسة، ومن المجاز لامس المرأة ولمسها : جامعها، ولا يخفى ما توحي به هذه من مخالسة وانتهاز ونأي عن الأنظار، ولمظ الرجل يلمظ وتلمظ إذا تتبع بلسانه بقية الطعام بعد الأكل أو مسح به شفتيه واسم تلك البقية اللمّاظة وشرب الماء لماظا بالكسر ذاقه بطرف لسانه ومن المجاز تلمظت الحيّة أخرجت لسانها وتلمظ بذكره قال رجل من بني حنيفة :
فدع عربيا لا تلمظ بذكره فألأم منه حين ينسب عائبه
لقد كان متلافا وصاحب نجدة ومرتفعا عن جفن عينيه حاجبه
أي لم يأت بخزية يغضّ لها بصره وما الدنيا إلا لماظة أيام وقال :
و ما زالت الدنيا يخون نعيمها وتصبح بالأمر العظيم تمخض
لماظة أيام كأحلام نائم يذعذع من لذّاتها المتبرض
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ٣٦١
أي المتبلغ، ولمع البرق والصبح وغيرهما لمعا ولمعانا وكأنه لمع البرق وبرق لامع ولمّاع وبروق لمع ولوامع ومن أقوالهم « أخدع من يلمع » وهو البرق الخلّب والسراب وفلاة لمّاعة تلمح بالسراب وبه لمعة ولمع من سواد أو بياض أو أي لون كان وثوب ملمّع وقد لمّع ولمّعه ناسجه وفيه تلميع وتلاميع إذا كانت فيه ألوان شتّى قال لبيد بن ربيعة :


الصفحة التالية
Icon