تُكَذِّبانِ) تقدم إعرابها (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ) كل مبتدأ ومن اسم موصول في محل جر بالإضافة لكل وعليها متعلقان بمحذوف لا محل له لأنه صلة الموصول وفان خبر كل
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ٤٠٤
و حذفت الياء لالتقاء الساكنين (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) الواو عاطفة ويبقى فعل مضارع مرفوع ووجه ربك فاعله وذو الجلال صفة لوجه والإكرام عطف على الجلال (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) تقدم إعرابه (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) كلام مستأنف للشروع في تعدّد آلاء أخرى من آلائه سبحانه ولك أن تجعل الجملة حالا من وجه والعامل فيه يبقى أي يبقى حال كونه مسئولا من أهل السموات والأرض. ويسأله فعل مضارع ومفعوله المقدّم السؤال محذوف فأهل السموات يسألونه المغفرة وأهل الأرض يسألونه المغفرة والرزق، وكل يوم ظرف متعلق بالاستقرار الذي تعلق به خبر هو وهو مبتدأ وفي شأن خبر (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) تقدم إعرابها.
البلاغة :
١- في قوله « يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان » فن الاتساع وقد تقدم القول فيه مفصلا، فقد أسند الخروج إلى اللؤلؤ والمرجان لأنه إذا أخرج ذلك فقد خرج وقال يخرج منهما ولم يقل من أحدهما لأنهما لما التقيا وصارا كالشي ء الواحد ساغ أن يقول منهما وقد تقدم القول في مثله وهو قوله « لو لا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم » وإنما أريد إحدى القريتين وكما تقول فلان من أهل ديار الشام وإنما بلده واحد منها.
٢- وفي قوله « و له الجوار المنشآت في البحر كالأعلام » تشبيه مرسل فقد شبّه السفن وهي تمخر عباب البحر رائحة جائية بالجبال، وقد استهوى هذا التشبيه الشعراء فاقتبسوه قال ابن الرومي :
أين فلك فيها وفلك إليها منشآت في البحر كالأعلام
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ٤٠٥