و ذكرت مريم مع أنها هي المخاطبة للإيذان باختصاص عيسى عليه السلام بأنه ولد من غير أب كما جرت العادة (وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) وجيها حال من كلمة وان كانت نكرة لأنها موصوفة والجار والمجرور متعلقان بوجيها فهما في موضع نصب على الحال (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ) الواو عاطفة ويكلم فعل مضارع والفاعل هو والجملة معطوفة على « وجيها » فهي حال أيضا وعدل إلى الفعلية للتجدد والناس مفعول به وفي المهد متعلقان بمحذوف حال من فاعل « يكلم » (وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ) عطف على قوله « في المهد » أي : صبيا وكهلا، ومن الصالحين عطف على وجيها فاستتم بذلك الأوصاف الأربعة ل « كلمة ».
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٥١١
البلاغة :
الكناية في قوله :« يلقون أقلامهم » عن القرعة.
الفوائد :
(إِذْ) تكون على ثلاثة أوجه :
٢- تكون للتعليل وهذه حرف بمنزلة لام التعليل، كقول الفرزدق :
بعدها فعل مضارع فهي لحكاية الحال الماضية.
٢- تكون للتعليل وهذه حرف بمنزلة لام التعليل، كقول الفرزدق :
فأصبحوا قد أعاد اللّه نعمتهم إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر
فالظرفية هنا منسلخة ولا تصح بحال، لأن المعنى يفسد، أي أعاد اللّه نعمتهم وقت كونهم قريشا، فيفيد أن كونهم من قريش أمر طارئ عليهم.
٣- أن تكون للمفاجأة، وهي الواقعة بعد « بينا » و « بينما » كقوله :
استقدر اللّه خيرا وارضين به فبينما العسر إذ دارت مياسير
و الأولى عندئذ أن تكون حرفا.
(أي) تأتي على خمسة أوجه :
١- اسم شرط جازم وتعرب بحسب موقعها.
٢- اسم موصول وتعرب بحسب موقعها إلا إذا أضيفت وحذف صدر صلتها فتبنى على الضم :« ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ».
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٥١٢
٣- اسم استفهام كما في الآية المتقدمة، وحكمها حكم الموصولية.