مرفوع ومنكم حال ومن فاعله وجملة أنفق صلة الموصول لا محل لها ومن قبل الفتح متعلقان بأنفق وقاتل عطف على أنفق، وفي
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ٤٥٦
الكلام حذف سيأتي ذكره في باب البلاغة (أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا) أولئك مبتدأ والإشارة إلى من أنفق وأعظم خبر ودرجة تمييز ومن الذين متعلقان بأعظم وجملة أنفقوا صلة ومن بعد متعلقان بأنفقوا وقاتلوا عطف على أنفقوا (وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى ) واللّه فاعل وعد والحسنى مفعول به ثان واللّه مبتدأ وخبير خبره وبما تعملون متعلقان بخبير.
البلاغة :
١- الحذف : الحذف في هذه الآيات كثير ونلخصة فيما يلي :
- حذف مفعول أنفقوا للمبالغة في الحثّ على الإنفاق وعدم البخل بالمال.
- حذف مفعول « تنفقوا في سبيل اللّه » لما تقدم ولتشديد التوبيخ أي : وأي شي ء لكم في أن لا تنفقوا ما هو قربة إلى اللّه تعالى.
- حذف ثاني الاستواءين لأن الاستواء لا يتم إلا بعد شيئين فلا بدّ من حذف مضاف تقديره : لا يستوي منكم من أنفق من قبل فتح مكة وقوة الإسلام ومن أنفق من بعد الفتح، فحذف لوضوح الدلالة عليه، وعبارة أبي حيان بهذا الصدد :« و الظاهر أن « من » فاعل « لا يستوي » وحذف مقابله وهو « و من أنفق من بعد الفتح وقاتل » لوضوح المعنى أولئك أي الذين أنفقوا قبل الفتح وقبل انتشار الإسلام وفشوّه واستيلاء المسلمين على أم القرى وهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين جاء في حقهم قوله صلى اللّه عليه وسلم : لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه، وأبعد من ذهب إلى أن الفاعل
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ٤٥٧


الصفحة التالية
Icon