فيجوز أن يكون نظرت فلم تر بعينك منظرا إلى الآل أي السراب، وقد جوّز أن يعني بالنظر الرؤية على الاتّساع لأن تقليب البصر نحو المبصر تتبعه الرؤية وقد يجري على الشي ء لفظ ما يتبعه ويقترن به كقولهم للمزادة راوية، وقد يكون نظرت فلم تنظر مثل تكلمت ولم تتكلم، أي لم تأت بكلام على حسب ما يراد فكذلك نظرت فلم تنظر بعينك منظرا كما تريد أو تر منظر ما يروق.
٣- والثالث : أن تريد به انتظرته من ذلك قوله : غير ناظرين إناه، ومثله قول الفرزدق :
نظرت كما انتظرت اللّه حتى كفاك الماحلين لك المحالا
يريد انتظرت كما انتظرت.
٤- والرابع أن يكون أنظرت بمعنى انتظرت تطلب بقولك انظرني
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ٤٦٠
التنفيس الذي يطلب الانتظار فمن ذلك قول عمرو بن كلثوم :
أبا هند فلا تعجل علينا وأنظرنا نخبرك اليقينا
و من ذلك قوله « فأنظرني إلى يوم يبعثون » إنما هو طلب الإمهال والتسويف وعلى ذلك قراءة حمزة أنظرونا بقطع الهمزة وكسر الظاء.
(يُقْرِضُ) القرض ما تعطيه غيرك ليقضيكه فهو قطعه عن مالكه بإذنه على ضمان ردّ مثله، والعرب تقول : لي عندك قرض صدق وقرض سوء إذا فعل به خيرا أو شرّا، قال الشاعر :
و يقضي سلامان بن مفرج قرضها بما قدّمت أيديهم وأزلت
و سيأتي المزيد من معناه هنا في باب البلاغة.
الإعراب :


الصفحة التالية
Icon