إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٥١) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٥٢) رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ (٥٣) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (٥٤)
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٥١٧
اللغة :
(الْحَوارِيُّونَ) : جمع حواري، وهو صفوة الرجل وخالصته، ومنه قيل للحضريات : حواريات، لخلوص ألوانهن وفتنتهن ونعومتهن قال :
فقل للحواريات يبكين غيرنا ولا تبكنا إلا الكلاب النوابح
و تكاد هذه النسبة تكون مطّردة كالحوالي وهو الكثير الحيلة.
و زعم صاحب المنجد أنّ اللفظة حبشية ولكننا نرجح أنها عربية خالصة.
ففي أساس البلاغة : وامرأة حوارية ونساء حواريات : بيض قال الأخطل :
حوارية لا يدخل الذمّ بيتها مطهرة يأوي إليها مطهر
و قد نسجت أساطير جميلة حول الحواريين تحتاج إلى قصاص بارع يصوغ منها أروع القصص.
(المكر) في اللغة : الستر، يقال : مكر الليل أي أظلم وستر بظلمته ما فيه، واشتقاقه من المكر، وهو شجر ملتفّ، كأنهم تخيلوا أن المكر يلف الممكور به. وامرأة ممكورة البطن : أي ملتفة ثم خصصوه بالخبث والخداع.
الإعراب :
(إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ) كلام مستأنف مسوق لتقدير أصل
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٥١٨


الصفحة التالية
Icon