في آية الظهار فن عجيب من فنون البلاغة وهو السلب والإيجاب وقد تقدمت الإشارة إليه وأنه بناء الكلام على نفي الشي ء من جهته وإيجابه من جهة أخرى أو أمر بشي ء من جهة ونهي عنه من جهة ثانية وفي قوله « الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هنّ أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم » نفي لصيرورة المرأة أما بالظهار وإثبات الأمومة للتي ولدت الولد.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٩
الفوائد :
قال في الكشاف :« قالت عائشة رضي اللّه عنها : الحمد للّه الذي وسع سمعه الأصوات، لقد كلّمت المجادلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم في جانب البيت وأنا عنده لا أسمع وقد سمع لها، وعن عمر أنه كان إذا دخلت عليه أكرمها وقال : قد سمع اللّه لها » أما المرأة فهي خولة بنت ثعلبة امرأة أوس بن الصامت ابن عمّها رآها تصلّي وكانت قسيمة حسنة الجسم فلما سلّمت طلب وقاعها فأبت فغضب وكان به لمم فقال : أنت عليّ كظهر أمي فأتت رسول اللّه وشكت إليه أمرها، وروي أنها قالت له إن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إليّ جاعوا فقال : ما عندي في أمرك شي ء، وروي أيضا أنه قال لها : ما أراك إلا قد حرّمت عليه ولم أؤمر في شأنك بشي ء فقالت : أشكو إلى اللّه فاقتي ووجدي فنزلت هذه الآيات. وأحكام الظهار ومذاهب الأئمة فيه مبسوطة في كتب الفقه فارجع إليها إن شئت.
[سورة المجادلة (٥٨) : الآيات ٥ الى ٧]