و أما حرف شرط وتفصيل والذين مبتدأ وجملة كفروا صلة الموصول لا محل لها (فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) الفاء رابطة لجواب أما وأعذبهم فعل وفاعل مستتر ومفعول به والجملة الفعلية خبر الذين وعذابا مفعول مطلق وشديدا صفة وفي الدنيا جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ثانية والآخرة عطف على الدنيا (وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) الواو حالية أو استئنافية وما نافية ولهم جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم ومن حرف جر زائد وناصرين مجرور بمن لفظا مرفوع محلا لأنه مبتدأ مؤخر والجملة حالية أو استئنافية (وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) عطف على الآية السابقة والصالحات مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم (فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ) الفاء رابطة لجواب أما ويوفيهم فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر تقديره هو والهاء مفعول به أول وأجورهم مفعول به ثان والجملة خبر الذين (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) الواو استئنافية واللّه مبتدأ وجملة لا يحب الظالمين خبر.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٥٢٢
البلاغة :
اختلف المفسرون في قوله :« إني متوفيك ورافعك إلي »، قال قتادة وغيره : هذا من المقدم والمؤخر، والتقدير : إني رافعك إلي ومتوفيك. يعني بعد ذلك. قال علي بن طلحة عن ابن عباس : إني متوفيك أي مميتك. وجمهور المفسرين يقولون : المراد بالوفاة هنا النوم، كما قال تعالى :« و هو الذي يتوفاكم بالليل » الآية. وقد اقتبس هذا المعنى بلفظه بعض الشعراء فقال :
تبارك من توفاكم بليل ويعلم ما جرحتم في النهار
[سورة آل عمران (٣) : الآيات ٥٨ الى ٦٠]


الصفحة التالية
Icon