مأخوذ من أرسيت السفينة أي حبستها بالمرساة، وقوله نزاولها أي نحاول أمر الحرب ونعالجها، وقوله فحتف إلخ تعليل لمحذوف يفيده ما قبله أي ولا يمنعكم من محاولة إقامة الحرب بمباشرة أعمالها خوف من الحتف وهو الموت فكل إلخ... هذا وقد اختلف في إعراب جملة نزاولها فقيل لا محل لها لأنها تعليل لما قبلها فهي جواب عن سؤال مقدّر فليس الفصل لكمال الانقطاع بل لشبه كمال الاتصال وقيل حال أي أقيموا في حال مزاولة الحرب فلذلك ليس الفصل لكمال الانقطاع بل لأن الحال لا يعطف على الجملة المقيدة به أو بأن لا يكون بينهما مناسبة في المعنى كقولك عليّ كاتب، الحمام طائر، ويقال في هذا الموضع إن بين الجملتين كمال الانقطاع.
٣- كون الجملة الثانية جوابا عن سؤال نشأ من الجملة الأولى كقوله تعالى « و ما أبرى ء نفسي إن النفس لأمّارة بالسوء » ويقال إن بين الجملتين شبه كمال الاتصال.
٤- أنه تسبق جملة بجملتين يصحّ عطفها على إحداهما لوجود المناسبة وفي عطفها على الأخرى فساد فيترك العطف دفعا للوهم كقوله :
و تظنّ سلمى أنني أبغي بها بدلا أراها في الضلال تهيم
فجملة أراها يصحّ عطفها على تظن لكن يمنع من هذا توهم العطف على جملة أبغي بها فتكون الجملة الثالثة من مظنونات سلمى مع أنه ليس مرادا ويقال إن بين الجملتين شبه كمال الانقطاع.
٥- أن لا يقصد تشريك الجملتين في الحكم لقيام مانع كقوله تعالى :« و إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا : إنا معكم إنما نحن مستهزئون اللّه يستهزى ء بهم » فجملة اللّه يستهزى ء بهم لا يصحّ عطفها على إنّا
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٤١
معكم لاقتضائه أنه من مقولهم ولا على جملة قالوا لاقتضائه أن استهزاء اللّه بهم مقيد بحال خلوّهم إلى شياطينهم ويقال إن بين الجملتين في هذا الموضع توسطا بين الكمالين.
مواضع الوصل : ويجب الوصل في المواضع التالية :


الصفحة التالية
Icon