١- روى التاريخ أنه لما فرغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم من مبايعة الرجال يوم فتح مكّة أخذ في بيعة النساء وهو على الصفا وعمر بن الخطاب أسفل منه يبايعهنّ بأمره ويبلغهنّ عنه وهند بنت عتبة امرأة أبي سفيان منتقبة متنكرة مع النساء خوفا من رسول اللّه أن يعرفها لما صنعت بحمزة يوم أحد فقالت : واللّه إنك لتأخذ علينا أمرا ما رأيتك أخذته على الرجال وكان قد بايع الرجال يومئذ على الإسلام والجهاد فقط فقال رسول اللّه ولا يسرقن فقالت إن أبا سفيان شحيح وإني أصبت من ماله هنات فما أدري أتحلّ لي أم لا فقال أبو سفيان ما أصبت من شي ء فيما مضى وفيما غبر فهو لك حلال فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وعرفها فقال لها : وإنك لهند بنت عتبة قالت نعم فاعف ما سلف يا نبي اللّه عفا اللّه عنك فقال ولا يزنين فقالت أو تزني الحرة؟
و في رواية : ما زنت منهنّ امرأة فقال عليه الصلاة والسلام : ولا يقتلن أولادهنّ فقالت ربيناهم صغارا وقتلتهم كبارا فأنتم وهم أعلم وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قد قتل يوم بدر فضحك عمر حتى استلقى وتبسم
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٧٤
رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فقال : ولا يأتين ببهتان فقالت : واللّه إن البهتان لأمر قبيح وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق فقال ولا يعصينك في معروف فقالت واللّه ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في شي ء.