مبتدأ وأظلم خبر وممّن متعلقان بأظلم وجملة افترى صلة لا محل لها وعلى اللّه متعلقان بافترى والكذب مفعول به، وهو : الواو للحال وهو مبتدأ وجملة يدعى خبر هو والجملة في محل نصب على الحال أي يدعوه ربه على لسان نبيّه إلى الإسلام الذي فيه سعادة الدارين فيجعل مكان إجابته افتراء الكذب على اللّه ويدعى فعل مضارع مبني للمجهول وإلى اللّه متعلقان بيدعى (وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) اللّه مبتدأ وجملة لا يهدي خبر والقوم مفعول به والظالمين نعت للقوم (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ) يريدون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل، وليطفئوا : ذكر المعربون في هذه اللام أوجها أقواها ثلاثة :
١- أنها مزيدة في مفعول الإرادة قال الزمخشري :« أصله يريدون أن يطفئو كما جاء في سورة براءة وكأن هذه اللام زيدت مع فعل الإرادة توكيدا له لما فيها من معنى الإرادة في قولك جئتك لإكرامك كما زيدت اللام في لا أبا لك تأكيدا لمعنى الإضافة في لا أباك » وقال ابن عطية مؤيدا هذا الرأي :« و اللام في ليطفئوا لام مؤكدة دخلت على المفعول لأن التقدير يريدون أن يطفئوا ».
٢- أنها لام التعليل والمفعول محذوف أي يريدون إبطال القرآن أو رفع الإسلام أو هلاك الرسول ليطفئوا.
٣- أنها بمعنى أن الناصبة وأنها ناصبة للفعل بنفسها، قال الفرّاء : العرب تجعل لام كي في موضع أن في أراد وأمر وإليه ذهب الكسائي أيضا.
و عبارة أبي حيان بعد أن أورد قول الزمخشري وابن عطية الآنفي الذكر قال : وما ذكره ابن عطية من أن هذه اللام أكثر ما تلزم المفعول إذا تقدم ليس بأكثر بل الأكثر زيدا ضربت من لزيد ضربت وأما قولهما
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٨٣
إن اللام للتأكيد وأن التقدير أن يطفئوا فالإطفاء مفعول يريدون فليس بمذهب سيبويه والجمهور ».