يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ (١٤)
الإعراب :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ) كونوا فعل أمر ناقص والواو اسمها وأنصار اللّه خبرها ولفظ الجلالة مضاف لأنصار وقرى ء أنصارا للّه فيكون للّه نعتا لأنصارا (كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ) اختلف المعربون في هذه الكاف اختلافا كثيرا وحاصل ما ذكروه أنها تحتمل ثلاثة أوجه : ١- في موضع نصب على إضمار القول أي قلنا لهم ذلك كما قال عيسى. ٢- أنها نعت لمصدر محذوف قيل وفيه نظر إذ لا يؤمرون بأن يكونوا كونا. ٣- أنه كلام محمول على معناه
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٨٧
دون لفظه وإليه نحا الزمخشري فإنه قال :« فإن قلت ما وجه صحة التشبيه وظاهره تشبيه كونهم أنصارا بقول عيسى من أنصاري إلى اللّه؟
قلت : التشبيه محمول على المعنى وعليه يصحّ والمراد كونوا أنصار اللّه كما كان الحواريون أنصار عيسى حين قال لهم من أنصاري إلى اللّه »
.
و قد تقدم في آل عمران معنى أنصاري إلى اللّه وتعدّي هذا اللفظ بإلى. ومن اسم استفهام مبتدأ وأنصاري خبر وإلى اللّه متعلقان بمحذوف حال أي متوجها إلى نصر اللّه وفيما يلي نص عبارة الزمخشري :« فإن قلت : ما معنى قوله من أنصاري إلى اللّه قلت :


الصفحة التالية
Icon