متعلقان بنجّني والظالمين نعت للقوم (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا) ومريم عطف على امرأة فرعون وابنة بدل أو نعت
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ١٤٣
لمريم وعمران مضاف وجر بالفتحة لأنه لا ينصرف للعلمية وزيادة الألف والنون والتي نعت لمريم وجملة أحصنت فرجها صلة التي أي حفظته وصانته من الرجال، فنفخنا عطف على أحصنت وفيه متعلقان بنفخنا ومن روحنا صفة لمفعول به محذوف أي روحا من روحنا ومن للتبعيض، وقد مرّ معنى النفخ فيما تقدم (وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ) وصدّقت عطف على محذوف مقدّر مناسب للسياق أي فحملت بعيسى وصدّقت، وبكلمات متعلقان بصدّقت وربها مضاف إليه وكتبه عطف على كلمات وكانت فعل ماض ناقص واسمها مستتر تقديره هي ومن القانتين خبر، ويجوز في من وجهان أحدهما أنها لابتداء الغاية والثاني أنها للتبعيض والتذكير للتغليب.
البلاغة :
في ضرب المثل تعريض بحفصة وعائشة المذكورتين في أول السورة وما فرط منهما من التظاهر على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بما كرهه وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشدّه لما في التمثيل من ذكر الكفر ونحوه وإشارة إلى أن من حقهما أن تكونا في الإخلاص والكتمان فيه كمثل هاتين المؤمنتين وأن لا تتكلا على أنهما زوجتا رسول اللّه فإن ذلك الفضل لا ينفعهما إلا مع كونهما مخلصتين، والتعريض بحفصة لأن امرأة لوط أفشت عليه كما أفشت حفصة على رسول اللّه، قال ابن عطية :« إن في المثلين عبرة لزوجات النبي صلّى اللّه عليه وسلم حين تقدّم عتابهنّ وفي هذا بعد لأن النص أنه للكفّار يبعد هذا ».
الفوائد :
ذكر المفسرون أن امرأة نوح كانت تقول لقومه إنه مجنون واسمها واهلة بتقديم الهاء على اللام وقيل بالعكس وامرأة لوط تدل قومه على
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ١٤٤


الصفحة التالية
Icon