و قال أبو حيان :« و مكبّا حال من أكبّ وهو لا يتعدى وكب متعد قال تعالى : فكبت وجوههم في النار، والهمزة فيه للدخول في الشي ء أو للصيرورة ومطاوع كب : انكب تقول كببته فانكب ».
و في القاموس :« كبه قلبه وصرعه كأكبّه وكبكبه فأكبّ وهو لازم ومتعدّ ».
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ١٥٧
و عبارة الأساس :« أكبّ لوجهه وعلى وجهه فانكبّ : أفمن يمشي مكبّا على وجهه، وكببته وهو مكبوب ومكبوت وكببته في الهوّة وكبكبته وكذلك إذا رمى به من رأس جبل أو حائط، والفارس يكبّ الوحوش وهم يكبّون العشار قال :
يكبّون العشار لمن أتاهم إذا لم تسكت المائة الوليدا
و رجل أكب لا يزال يعثر قال عدي :
إن يصبني بعض الهنات فلا وا ن ضعيف ولا أكبّ عثور
و من المجاز : أكبّ على عمله وهو مكبّ عليه لازم له لا يفارقه قال لبيد :
جنوح الهالكي على يديه مكبّا يجتلي نقب النصال
و أكبّ فلان على فلان يطلبه »

الإعراب :
(وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) الواو استئنافية واللام موطئة للقسم وقد حرف تحقيق وكذب فعل ماض والذين فاعل ومن قبلهم متعلقان بمحذوف صلة الموصول والفاء حرف عطف وكيف اسم استفهام في محل نصب خبر كان مقدّم وكان فعل ماض ناقص ونكير اسمها وحذفت الياء اتّباعا لرسم المصحف أي إنكاري عليهم (أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ) الهمزة للاستفهام الإنكاري والواو عاطفة على مقدّر أي أغفلوا ولم حرف نفي وقلب وجزم ويروا فعل مضارع مجزوم بلم والواو فاعل وإلى الطير متعلقان بيروا وفوقهم ظرف متعلق بصافّات وصافّات حال، ويقبضن الواو عاطفة ويقبضن فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ونون النسوة فاعل،
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ١٥٨


الصفحة التالية
Icon