١- في قوله « يوم تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة » فن التمثيل فليس المراد حقيقة ذلك العدد بل المراد الإشارة إلى أنه يبدو للكافر طويلا لما يلقاه خلاله من الهول والشدائد فلا تنافي مع آية السجدة « في يوم كان مقداره ألف سنة » والعرب تصف أيام الشدّة بالطول وأيام الفرح بالقصر قال :
فقصارهنّ مع الهموم طويلة وطوالهنّ مع السرور قصار
و قال آخر :
و يوم كظل الرمح قصر طوله دم الزق عنا واصطفاق المزاهر
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٢١١
٢- وفي قوله « يوم تكون السماء كالمهل » تشبيه مرسل ووجه الشبه التلوّن وكذلك قوله « و تكون الجبال كالعهن » ووجه الشبه التطاير والتناثر وقد رمق أبو العلاء هذه السماء العالية من البلاغة إذ قال في رثاء أبيه :
فيا ليت شعري هل يخفّ وقاره إذا صار أحد في القيامة كالعهن
[سورة المعارج (٧٠) : الآيات ١١ الى ٢٣]
يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (١٤) كَلاَّ إِنَّها لَظى (١٥)
نَزَّاعَةً لِلشَّوى (١٦) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (١٧) وَجَمَعَ فَأَوْعى (١٨) إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (١٩) إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (٢٠)
وَ إِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (٢١) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (٢٢) الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (٢٣)
اللغة :
« و فصيلته » الفصيلة العشيرة وقال ثعلب الآباء الأدنون فهي فعيلة بمعنى مفعولة أي مفعول منها.
(لَظى ) اسم جهنم لأنها تتلظى أي تتلهب على من يصلاها.
(لِلشَّوى ) الشوى جمع شواة وهي جلدة الرأس.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٢١٢
الإعراب :


الصفحة التالية
Icon