عذاب جواب كيف، قال ويؤخركم إلى أجل مسمى خطابا لقوم نوح لأنه إن كان المراد تأخيرهم عن الأجل المقدّر أزلا فهو محال لقوله تعالى : ولن يؤخّر اللّه نفسا إذا جاء أجلها، أو تأخيرهم إلى مجي ء أجلهم المقدّر منهم كغيرهم سواء آمنوا أم لا، وإيضاحه أن معناه يؤخركم عن العذاب إلى منتهى آجالكم على تقدير الإيمان فلا يعذبكم في الدنيا إن وقع منكم ذنب كما عذب غيركم من الأمم الكافرة فيها ».
[سورة نوح (٧١) : الآيات ١٠ الى ٢٠]
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (١٠) يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً (١١) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً (١٢) ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (١٣) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً (١٤)
أَ لَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (١٥) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً (١٦) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً (١٧) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً (١٨) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً (١٩)
لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً (٢٠)
اللغة :
(مِدْراراً) كثير الدرور ويستوي فيه المذكر والمؤنث ويطّرد هذا الاستواء في وزن مفعال صيغة للمبالغة.
(أَطْواراً) جمع طور وهو الحال والتارة، وفي المصباح :« و الطور
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٢٢٧
بالفتح التارة وفعل ذلك طورا بعد طور أي مرة بعد مرة والطور الحال والهيئة والجمع أطوار مثل ثوب وأثواب وتعدى طوره أي حاله التي تليق به ».
(فِجاجاً) واسعة جمع فج وهو الطريق الواسع وقيل هو المسلك بين الجبلين.
الإعراب :