ينظر إليهم » (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) الواو عاطفة ولهم جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم وعذاب مبتدأ مؤخر وأليم صفة والجملة معطوفة أيضا.
البلاغة :
١- الاستعارة المكنية في الاشتراء، أي أنهم يستبدلون بما عاهدوا عليه وبما حلفوا به من الأيمان متاع الدنيا، وأراد بذلك تحريفهم للتوراة وتبديل ما ورد فيها.
٢- الكناية في قوله « و لا يكلمهم ولا ينظر إليهم » عن السخط وشدة الغضب، ومعنى « و لا يكلمهم اللّه » أي بما يسرهم « و لا ينظر إليهم » ولا يعطف عليهم بخير مقتا من اللّه لهم، كقول القائل : أنظر إلي نظر اللّه إليك، بمعنى تعطّفه عليّ تعطّف اللّه عليك بخير ورحمة، وكما يقال للرجل :
لا استجاب اللّه لك. واللّه لا تخفى عليه خافية على حد قول شمير بن الحارث الضّبيّ :
دعوت اللّه حتى خفت أن لا يكون اللّه يسمع ما أقول
[سورة آل عمران (٣) : آية ٧٨]
وَ إِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٨)
اللغة :
(يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ) يفتلونها ويديرونها عن الصحيح إلى المزيف،
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٥٤٤
يقال : لويت عنقه : أي فتلته، والمصدر : اللّيّ واللّيّان، وأصل اللّي الفتل والقلب، من قول القائل : لوى فلان يد فلان، ومنه قول فرعان بن الأعرف السعدي في ابنه منازل :
تخون مالي ظالما ولوى يدي لوى يده اللّه الذي هو غالبه
و هذا البيت من أبيات جميلة، وقبله :
جزت رحم بيني وبين منازل جزاء كما يستنزل الدّين طالبه
و ما كنت أخشى أن يكون منازل عدّوي وأدنى شانى ء أنا راهبه
حملت على ظهري وفديت صاحبي صغيرا إلى أن أمكن الطّر شاربه
و أطعمته حتى إذا صار شيظما يكاد يساوي غارب الفحل غاربه


الصفحة التالية
Icon