و المجرور متعلقان بيأمر والملائكة مفعول به أول والنبيين معطوف على الملائكة منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم وأربابا مفعول به ثان (أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) كلام مستأنف لخطاب المؤمنين عن طريق التعجب من حال غيرهم والهمزة للاستفهام الإنكاري ويأمركم فعل مضارع مرفوع وفاعله هو والكاف مفعول به وبالكفر جار ومجرور متعلقان بيأمركم وبعد ظرف زمان متعلق بيأمركم أيضا وإذ ظرف زمان مضاف ل « بعد » وقد مر أنه لا يضاف إليها إلا الزمان نحو حينئذ ويومئذ، وأنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ومسلمون خبره والجملة الاسمية في محل جر بإضافة الظرف إليها.
الفوائد :
١- نفي الكون في قوله تعالى « ما كان لبشر » يراد به نفي خبره نحو : ما كان لك أن تفعل هذا، والمراد نفي الفعل لا نفي الكون، ويطرد هذا في نوعين :
آ- نوع يكون النفي من جهة العقل كالآية الآنفة الذكر لأن اللّه لا يعطي الكتاب لمن يقول مثل هذه المقالة الشنعاء.
ب- نوع يكون فيه النفي على سبيل الانبغاء والإمكان كقول أبي بكر : ما كان لابن أبي قحافة أن يتقدم فيصلي بين يدي رسول اللّه أي : ما ينبغي له ذلك ولا بإمكانه، والمدار في التمييز بينهما على الذوق والإلمام بسياق الكلام وفحواه.
٢- إذا عطفت قوله :« و لا يأمركم » على « يؤتيه » فتكون « لا » زائدة مؤكدة لمعنى النفي السابق. وإذا عطفته على « يقول »
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٥٤٩
فيجوز فيه وجهان :
آ- الزيادة : فالمعنى، ما كان لبشر أن ينصبه اللّه للدعاء إلى عبادته وترك الأنداد ثم يأمر الناس بأن يكونوا عبادا له ويأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا.


الصفحة التالية
Icon