و قال الزمخشري : أن يتقدم في موضع الرفع بالابتداء ولمن شاء خبر مقدّم عليه كقولك : لمن توضأ أن يصلي ومعناه مطلق لمن شاء التقدم والتأخر أن يتقدم أو يتأخر والمراد بالتقدم السبق إلى الخير والتخلّف عنه وهو كقوله : فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انتهى، وهو معنى لا يتبادر
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٢٩٠
إلى الذهن وفيه حذف (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) كلام مستأنف لبيان أن كل نفس رهن بما كسبت وكل نفس مبتدأ وبما متعلقان برهينة وجملة كسبت لا محل لها لأنها صلة ما ورهينة خبر وهي مصدر بمعنى رهن كالشتيمة بمعنى الشتم وليست بمعنى مفعول لأنها بغير تاء ولو قصدت الصفة لقيل رهين لأن فعيلا بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث ومنه بيت الحماسة :
أبعد الذي بالنعف نعف كويكب رهينة رمس ذي تراب وجندل
أ أذكر بالبقيا على من أصابني وبقياي أني جاهد غير مؤتل


الصفحة التالية
Icon