إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (١٠) فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (١١) وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (١٢)
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٣١١
اللغة :
(أَمْشاجٍ) أخلاط أي من ماء الرجل وماء المرأة المختلطين الممتزجين، ووقع الجمع صفة لمفرد أي لنطفة لأنه في معنى الجمع أو جعل كل جزء من النطفة نطفة فاعتبر ذلك فوصف بالجمع وفي المختار :« مشج بينهما خلط وبابه ضرب والشي ء مشيج والجمع أمشاج كيتيم وأيتام ويقال نطفة أمشاج لماء الرجل يختلط بماء المرأة ودمها » وعبارة الزمخشري :« نطفة أمشاج كبرمة أعشار وبرد أكباش وهي ألفاظ مفردة غير جموع ولذلك وقعت صفات للأفراد ويقال أيضا نطفة مشج قال الشماخ :
طوت أحشاء مرتجة لوقت على مشج سلالته مهين
و لا يصحّ أمشاج أن يكون تكسيرا له بل هما مثلان في الإفراد لوصف المفرد بهما ومشجه ومزجه بمعنى، والمعنى : من نطفة امتزج فيها الماءان ».
(كافُوراً) الكافور : نبت طيب وكأن اشتقاقه من الكفر وهو الستر لأنه يغطي الأشياء براحته والكافور أيضا كمام الشجر التي تغطي ثمرتها.
(مُسْتَطِيراً) : فاشيا منتشرا بالغا أقصى المبالغ من استطار الحريق واستطار الفجر وهو من طار بمنزلة استنفر من نفر يقال : استطار يستطير استطارة فهو مستطير وهو استفعل من الطيران وقال الفراء :« المستطير :
المستطيل » كأنه يريد أنه مثله في المعنى إلا أنه أبدل من اللام راءه، والفجر فجران مستطيل كذنب السرحان وهو الكاذب ومستطير وهو الصادق لانتشاره في الأفق.
(قَمْطَرِيراً) القمطرير : الشديد العبوس الذي يجمع ما بين عينيه قال الزجّاج : يقال قمطرت الناقة إذا رفعت ذنبها وجمعت قطريها وزقت
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٣١٢
بأنفها فاشتقته من القطر وجعل الميم زائدة، وقال أسد بن ناعصة :