و كأن طعم الزنجبيل به إذ ذقته وسلافة الخمر
و الضمير في به يعود للفم وإذ ذقته أي حين ذقت ريقه فهو مجاز
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٣٢١
و سلافة الخمر أول ما يعصر من العنب وقال آخرون : الزنجبيل : نبات له عروق تسري في الأرض ويتولد فيها عقد حريفة الطعم وتتفرع هذه العروق من نبت كالقصب.
(سَلْسَبِيلًا) السلسبيل : ما سهل انحداره في الحلق وقال الزجّاج :
« هو في اللغة صفة لما كان في غاية السلاسة » وقال الزمخشري :« يقال شراب سلسل وسلسال وسلسبيل وقد زيدت الباء في التركيب حتى صارت الكلمة خماسية ودلّت على غاية السلاسة » وقال ابن الأعرابي :
« لم أسمع السلسبيل إلا في القرآن » وقال مكّي :« هو اسم أعجمي نكرة فلذلك صرف » ووزن سلسبيل مثل دردبيس وقيل فعفليل لأن الفاء مكررة وقرأ طلحة سلسبيل دون تنوين ومنعت من الصرف للعلمية والتأنيث لأنها اسم لعين بعينها وعلى هذا فكيف صرفت في قراءة العامة ويجاب بأنها سمّيت بذلك لا على جهة العلمية بل على جهة الإطلاق المجرد أو يكون من باب تنوين سلاسل وقوارير كما تقدم وكما سيأتي.
(سُندُسٍ) السندس ما رقّ من الحرير ويكون أخضر وغير أخضر.
(إِسْتَبْرَقٌ) الإستبرق : ما غلظ من الديباج فهو البطائن والسندس الظهائر.
الإعراب :
(مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) متكئين حال من مفعول جزاهم ووهم أبو البقاء فأجاز أن تكون صفة لجنة ولا أدري كيف سبق هذا إلى وهمه وازداد عجبي عند ما رأيت الزمخشري يجيز ذلك قال :« و يجوز أن تجعل متكئين ولا يرون ودانية كلها صفات لجنة » وذلك مردود لعدم بروز الضمير ليكون نعتا سببيا فلم
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٣٢٢