إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٣٥٤
اللغة :
(سَراباً) السراب : ما يشاهد نصف النهار من اشتداد الحر كأن ماء تنعكس فيه البيوت والأشجار وغيرها، ويضرب به المثل في الكذب والخداع يقال « هو أخدع من السراب » يعني أنها تصير شيئا كلا شي ء لتفرّق أجزائها وانبثاث جواهرها كقوله تعالى :« فانت هباء منبثا »، وسيأتي المزيد من معناه في باب البلاغة.
(أَحْقاباً) جمع حقب بضم الحاء ويجمع أيضا على أحقب :
ثمانون سنة أو أكثر والدهر والسنة أو السنون وسيأتي مزيد من المراد به في باب الإعراب.
(بَرْداً) البرد هو مسّ الهواء القرّ أي لا يمسّهم منه ما يستلذ أو ينفس حرّ النهار عنهم وقال أبو عبيدة والكسائي والفضل بن خالد ومعاذ النحوي البرد هنا : النوم والعرب تسمّيه بذلك لأنه يبرد سورة العطش ومن كلامهم منع البرد البرد وقال الشاعر :
فلو شئت حرّمت النساء سواكم وإن شئت لم أطعم نقّاخا ولا بردا
النقاخ : الماء البارد والبرد النوم وفي كتاب اللغات في القرآن أن
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٣٥٥
البرد هو النوم بلغة هذيل، وقد أوردت المعاجم اللغوية البرد بمعنى النوم ولكن وروده بهذا المعنى في الآية تكلّف والصواب ما قاله الجمهور من أن البرد هو الشراب البارد وهو مناسب لكلمة الذوق ومنه قوله :
أماني من سعدى حسان كأنما سقتك بها سعدى على ظمأ بردا
منى إن تكن حقا تكن أحسن المنى وإلّا فقد عشنا بها زمنا رغدا
و الذوق على هذا حقيقة لا مجاز.
(غَسَّاقاً) قرئ بالتخفيف والتشديد وقد تقدم ذكره وأنه ما يسيل من صديد أهل النار.
الإعراب :